تامل فى اية اليوم

كو1: 28 الذي ننادي به منذرين كل إنسان، ومعلمين كل إنسان، بكل حكمة، لكي نحضر كل إنسان كاملا في المسيح يسوع

منذرين

لما كنت بعمل فى التربية والتعليم وعندما يخطى اى معلم او موظف ادارى ولاسيما اذا تاخر عن ميعادة ادارة المدرسة تعطى انذار اذا كان اول مرة ولكن ربما يتاخر مرة تانى فياخذ الانذار الثانى وبعدها اذا تاخر مرة ثالثة يحول الى الشئون القانونية ويحصل على جزاء اى يعاقب والهدف من الانذار حتى لايكرر الموظف اخطاءة ويسلك حسب تعليمات المدرسة او المصلحة التى يعمل فيها هكذا نجد الرسول بولس ينذر المخطئين حتى يقودهم الى المسيح ولا ينقادوا الى تعاليم مغلوطة فالهدف من الانذار هو المحبة حتى يتمادى الشخص فى اخطاءة فنجد نوح عندما ينادى بالتوبة ويقول نهاية كل بشر قد اتت لان الارض امتلات ظلما وفسادا كانت انات اللة تقتادهم الى التوبة ولكن للاسف هلكوا جميعا لانهم لم يستفيدوا بانذرات اللة المحبة

فى تاملنا اليوم الذي ننادي به منذرين كل إنسان، ومعلمين كل إنسان، بكل حكمة، لكي نحضر كل إنسان كاملا في المسيح يسوع

أبان بولس في هذه الآية موضوع تعليمه وتعليم رفقائه وهو المسيح وإنجيله خلافاً للمعلمين الذين حذر الكولوسيين منهم.

ٱلَّذِي نُنَادِي بِهِ أي المسيح الذي هو موضوع وعظنا. ويدل على ذلك قوله «لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً» (١كورنثوس ٢: ٢). وأدخل معه بقوله «ننادي» المعلمين والمبشرين الذين مثله معه وأخرج الذين أتوهم بالتعاليم التي هي خليط من الفلسفة اليونانية والأوهام اليهودية وبعض العقائد الإنجيلية. والمسيح مدار كل كلام الله في العهدين وهو المشار إليه بالرسوم اليهودية ونبؤات الأنبياء كما أنه موضوع تاريخ الإنجيل وتعاليم الرسل. وكان بولس ورفاقه ينادون بأن المسيح ابن الله وابن الإنسان وأنه هو الذي أعلن للناس كل ما يحتاجون إلى معرفته من صفات الله وطريق النجاة من الخطية والموت.

مُنْذِرِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ أي محذّرين إياه من كل تجربة وضلال وخطية مما هم عرضة له والسقوط به على وفق قول المسيح لبولس «لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ ٱلشَّيْطَانِ إِلَى ٱللّٰهِ، حَتَّى يَنَالُوا بِٱلإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا وَنَصِيباً مَعَ ٱلْمُقَدَّسِينَ» (أعمال ٢٦: ١٨).

مُعَلِّمِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ ما يحتاج إلى معرفته من العقائد وما يجب عليه من الأعمال وداعين مع الإنذار والتعليم إلى التوبة والإيمان.

بِكُلِّ حِكْمَةٍ هذا متعلق «بمنذرين ومعلمين» معاً وأشار به إلى موضوع تعليم الحق وأسلوب تبليغه. وكذلك أمر المسيح تلاميذه بمراعاة الحكمة في تعليمهم بقوله «كُونُوا حُكَمَاءَ كَٱلْحَيَّاتِ» (متّى ١٠: ١٦). والمراد بقوله «كل حكمة» كل أنواع الحكمة (انظر تفسير أفسس ١: ٢٨).

لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ تكريره قوله «كل إنسان» ثلاث مرات في هذه الآية لتأكيد كل إنسان مسؤول بخلاص نفسه فيقتضي أن يصغي إلى الإنذار والتعليم وأن يطلب الكمال في القداسة لئلا يسمع أحد منهم تعليم الضالين ويهلك. ولا يخفى ما في ذلك من المثال لكل راع مناد بالكلمة ليهتم بخلاص كل نفس من رعيته من ولد وبالغ وفيلسوف وعامي ويحسب كل نفس أنها ذات قيمة لا تُحد. و«الإحضار» المشار إليه يكون أمام عرش الله في اليوم الأخير.

كَامِلاً فِي ٱلْمَسِيحِ أي كاملاً في المعرفة والقداسة وسائر الفضائل الروحية. وهذا لا يمكن إلا للذين اتحدوا بالمسيح بالإيمان واقتيدوا بروحه كقوله «إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ ٱلإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ ٱلْمَسِيحِ» (أفسس ٤: ١٣).

صديقى القارى

الذى ينذرك او يوبخك على اخطاءك هو محب ليك حتى لاتتمادى فى الشر وتقع فى شر اعمالك وتقول ياريت كان واحد عاقبنى حتى لا اتمادى فى الشر

كو1: 28 الذي ننادي به منذرين كل إنسان، ومعلمين كل إنسان، بكل حكمة، لكي نحضر كل إنسان كاملا في المسيح يسوع