"الجملة الاعتراضية بين البوق ٧،٦"
(ص ١٠، ١١: ١-١٤)
بعد أن رأينا في (ص ١٠) الملاك القوي والسفر المفتوح هنا أمامنا الأصحاح الحادي عشر وفيه نرى:-
أولًا) الهيكل والمذبح والساجدون فيه (ع ١) من (ع ٣) في كلمة (شاهدي) نعلم أن الذي أعطى يوحنا "قصبة شبه عصا" وأمره أن يقيس هو الرب يسوع ومن كلمة الله نفهم أن القياس يعني التخصيص والملكية فيقول داود "حبال (حبل القياس) وقعت لي في النعماء فالميراث حسنا عندي" (مز ٦:١٦) وحزقيال رأى رجل بيده خيط كتان وقصبة القياس لقياس منطقة الهيكل الألفي (حز ٤٠) ورأى ذكريا رجل بيده حبل القياس ليقيس أورشليم ويقول الرب "أنا أكون لها سور نار من حولها وأكون ممجدا في وسطها" (ذك ٢: ١-٥) وهنا كون الرب يأمر يوحنا بقياس الهيكل الذي يعبر عن السجود والمذبح الذي تقدم عليه الذبيحة والذي على أساسها تم قبول البقية الأمينة الراجعة بتوبة حقيقية للرب وهم الساجدين الحقيقيين أمامه الذين رفضوا الفساد الذي من حولهم فهم كرماء في عينيه لذلك يعلن الرب ملكيته لهم.
ثانيا) الدار الخارجية والتي أعطيت للأمم (ع ٢) فأمره أن لا يقيسها لماذا؟ لأنها تعبر عن بقية الشعب اليهودي المرتد الذي قبل النبي الكذاب الذي سيأتي باسم نفسه (يو ٤٣:٥) ويكون إعتمادهم عليه وعلى الوحش ويرفضون المسيح الذي صلبه آباؤهم.
ثالثًا) وسيدوسون المدينة المقدسة ٤٢ شهرًا (ع ٢) وهذا ما قاله الرب في (لو ٢٤:٢١) "وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم" وأزمنة الأمم (أي مقاليد حكم العالم) الذي سلمه الرب ليد الأمم بدءًا من امبراطورية بابل (نبوخذنصر) وتنتهي بإمبراطورية الرومان التي ستعود للحياة بعد إختطاف الكنيسة والتي سيقضى عليها "بالحجر الذي قطع بغير يدين وضرب التمثال عند القدمين فسحقهما" راجع (دا ٢: ٣١-٤٥) مَعَ ملاحظة أن المدينة هنا من جهة مقاصد الله وكون الأمم قد داسوها تسمى (بالمدينة المقدسة) بينما في (ع ٨) نراها في حالتها الأدبية الفاسدة تحت سلطان النبي الكذاب والوحش الصاعد من الهاوية لذلك تدعى "سدوم" من جهة فسادها و "مصر" من حيث عالميتها و وثنيتها لذلك تسمى (بالمدينة العظيمة) وفيها ارتكبت أكبر جريمة عرفها التاريخ وهي صلب ابن الله ربنا يسوع المسيح ومن هنا صارت المدينة المقدسة المدينة العظيمة كسدوم ومصر.
والهيكل أصبح رجسة خراب لأن النبي الكذاب يجلس فيه كإله مظهرا نفسه أنه إله إنه الأثيم إنسان الخطية الذي مجيئه بعمل الشيطان والذي يبطله الرب بظهور مجيئه. راجع (مت ٢٤، دا ٩، ٢ تس ٢: ٣-١٠)
ليتك عزيزي تسرع وتحتمي في دم حمل الله وتنال الغفران والخلاص والحياة الأبدية بمن مات لأجلك وقام الذي له كل السجود آمين (ي. ف)
يومكم مبارك بقرب مجيئ الرب
منقول