اية اليوم
عد33: 2 وكتب موسى مخارجهم برحلاتهم حسب قول الرب.وهذه رحلاتهم بمخارجهم.
رحلات بنى اسرائيل
إذ وصل موسى وبنو إسرائيل إلى حدود أرض الموعد، ألقوا نظرة إلى الوراء على مسيرة البريَّة التي قادهم الربّ فيها، بدءًا من تلك الليلة التذكارية ـ ليلة الفصح. مُتذكرين الأماكن التي كان لها ذكرى حسنة عندهم، مثل ”فم الحيروث، وعبور البحر الأحمر“. وأماكن أخرى تذكّرهم برحمة الربّ، مثل ”مارة“ و ”إيليم“. كما توجد أماكن أيضًا تركت ذكرى مؤلمة: ”برية سين“ حيث تذمروا، ”رفيديم“ أيضًا حيث تذمروا مرة أخرى، ”سيناء“ حيث صنعوا العجل الذهبي. ”قبروت هتأوه“ عندما اشتهوا، والرب أرسل إليهم السلوى. كل شيء مُسجّل. لا شك أنَّ الشعب كان يتمنَّى حذف بعض الأشياء، حتى موسى وما حدث منه عند ماء مريبة، لكن ذلك كان مستحيلاً. هكذا الأمر معنا، لا نستطيع أن نمحو زلاَّت السنين الماضية، أو نرجع إلى الوراء ونبدأ من جديد. كل ما نستطيع أن نفعله هو أن نتذكَّر الدروس المُذلة التي تعلمناها، لنعرف حقيقة فساد قلوبنا، ونعرف أيضًا رحمة الله التي سامحتنا بكل شيء.
ويمكن القول إن آثار أقدام بني إسرائيل في البريَّة مَحَتها الرياح من زمن طويل، لكنَّها كلها مُسجلة في سفر الله. هنا نقرأ ببساطة أنَّهم: «ارتحلوا .. وساروا .. ثم ارتحلوا .. ونزلوا..». إنها أعداد قليلة لكنها تلخص رحلة طويلة لمدة أربعين سنة، أماكن نزلوا فيها لا نقرأ عنها سوى اسمها هنا. ومع أننا لا نعرف أي شيء عنها، لكن الله سر أن يسجلها في كتابه، لتكون شاهدًا صادقا لقول أيوب: «أ ليس هو ينظر طرقي، ويحصي جميع خطواتي؟» (أي 31: 4).
وكذلك طريق كل مؤمن في هذا العالم، وربما مسح الزمن الجزء الأكبر من تاريخ حياتنا، وربما نكاد بصعوبة نتذكر ما فعلناه بالأمس. لكن الربّ سجَّل عنده كل شيء، كما لو كان أخذ فيلمًا لحياتنا كلها، بدون حذف شيء، وسنراه في نور الله أمام ”كرسي المسيح“ (2كو 5: 10). أ ليس هذا خطيرًا ؟ لو حدث ذلك الآن، أ فلا نخجل من أن تُرى حياتنا؟ لكن هناك قرب الربّ يسوع، سوف لا يكون خوف من دينونة، بل بالحري شعور بعُظم أناة الله وصفحه، وهذا سيقود إلى سجود أبدي.
رحلتان
هذا الأصحاح الطويل يسجل لنا 42 رحلة قطعها الشعب، معظمها في عدم إيمان، إذ بأكثرهم لم يُسر الله وجثثهم طرحت في القفر (1كو 10: 1-12؛ عب 3: 9-18). لكن هناك قصة أحلى يفتتح بها العهد الجديد، وتشتمل أيضًا على 42 محطة، أو بالحري 42 جيلاً من إبراهيم أبي المؤمنين، إلى المسيح ”رئيس الإيمان ومكمله“
صديقى
لابد يوما ما تنتهى رحلاتنا من ارض العبودية والشقاء الى المدينة العظيمة اورشليم السماوية فاحرص ان تكون رحلاتك مسجلة فى سفر الحياة وكون مستعد دائما