تامل فى اية اليوم

مز139: 1 يا رب، قد اختبرتني وعرفتني.2 أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد.3 مسلكي ومربضي ذريت، وكل طرقي عرفت.

اختبرتنى وعرفتنى
لهذا المزمور نقاط عديدة مشتركة مع المزمور سابقه وهو سامي المعاني جليل الفوائد ولا سيما من الناحية التعليمية واللاهوتية ومن الناحية الشعرية أيضاً فهو يستحق أن يلحق بمزامير داود من جهة النسق العالي وإن لم يكن من جهة التأليف بالنسبة لكثرة الكلمات الآرامية الواردة فيه وهي تخص العصور المتأخرة في التاريخ اليهودي. ويستعمل المزمور هذه الكلمة «لداود» من قبيل التبرك وإنه يتبع النسق الداودي.
ينقسم المزمور إلى ثلاثة أقسام الأول من العدد ١ - ١٢ والثاني من ١٣ - ١٨ والثالث من ١٩: ٢٤. ويرى المرنم أن الله عالم بكل شيء وحاضر في كل مكان وعنايته الإلهية تحيط بالإنسان من كل جانب ولا يستطيع أحد أن يجد أي مهرب. ثم يتناول هذا الإنسان المخلوق بقدرة الله ويذكرنا بواجب الإنسان نحو خالقه. وأخيراً يلتفت إلى أعداء الله وينصحهم بالتوبة والرجوع قبل فوات الأوان. ومهما يكن من أمر فإن الناظم شاعر من الطبقة الأولى وأفكاره تلبس حلل الروعة والجمال وإن يكن أن اللغة العبرانية كانت قد امتزجت بالآرامية لا سيما بعد الرجوع من السبي ويظهر تأثير ذلك في سفري دانيال وعزرا على وجه خاص.
فى تاملنا اليوم يا رب، قد اختبرتني وعرفتني.2 أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد.3 مسلكي ومربضي ذريت، وكل طرقي عرفت.
ذريت : نشرت أو نثرت.
مربض : مكان رقاد الحيوانات، والمقصود مكان راحتى.
يعلن داود لله، وهو يتحدث معه حديثًا خاصًا، أنك يا الله تعرف عنى كل شيء بفحص وتدقيق كامل، كمن يذرى الحبوب ليفصلها عن القشِ. فتعرف الخير والشر الذي فىَّ وكل ميولى، وليس فقط أعمالى وكلامى، وتعرف طباعى، تعرفنى في راحتى وضيقى، بل وتعرف ما أنوى أن أعمله، أو أقوله. فأنت ترى من بعيد كل ما فىَّ، ولست محتاجًا أن تعاشرنى مثل البشر لتعرفنى؛ لأنك أنت خالقى، ولك علم كامل بكل ما فىَّ.
صديقى القارى
الله يعرف حتى افكارك ويعرف دخولك وخروجك ويعرف ما تفعلة فى الظلام بعيدا عن اعين الناس ويعرف ما بداخل قلبك من افكار شريرة فانتبة وتوب عن شرك
مز139: 1 يا رب، قد اختبرتني وعرفتني.2 أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد.3 مسلكي ومربضي ذريت، وكل طرقي عرفت.