تامل فى اية اليوم

مز138: 1 أحمدك من كل قلبي. قدام الآلهة أرنم لك.

الحمد والشكر لله
يعزى تأليف هذا المزمور إلى داود ولا يبعد أن يكون المعنى في ذلك أنه على نسق كتابات داود وأشعاره بل نستطيع أن نحسبه خارجاً من أعماق حياة داود ومن روحه فهو ينطبق تماماً على ما ورد في (٢صموئيل ص ٧ وأيضاً ١أخبار ص ١٧). وإذا حسبنا أن الكاتب هو ملك ومن نسل ملكي فهو يطالب أن يحقق الله مواعيده نحو بيت داود ويثبت عرشه إلى الأبد. وقد ذهب أحدهم إلى القول إن هذا المزمور يعبر عن شعور داود النفسي السامي بعد انتصاراته الباهرة على أعدائه وقد تواعد مع نفسه أن يبني هيكلاً للرب بدلاً من خيمة الاجتماع التي كانت تستعمل قديماً.
فى تاملنا اليوم أحمدك من كل قلبي. قدام الآلهة أرنم لك.
1- داود يشكر الله ليس فقط بلسانه، ولكن بكل مشاعره، أي من قلبه، ويحمده في كل حين؛ حتى وسط الضيقات، خاصة وأن الله قبله رغم خطاياه وضعفه، وأدخله إليه، فوقف أمامه يشكره. وهذا معناه أيضًا أنه لا يوجد في قلب داود إلا الله، إذ يحمده من كل قلبه. فقد سبق وعاش كلام المسيح الذي أعلنه "تحب الرب إلهك من كل قلبك.." ( مت 22: 37).
2- في فرح يرنم داود أمام الآلهة، أي الملائكة، كما تذكر الترجمة السبعينية، فقد ارتفع داود عن الأرضيات إلى السمائيات، فوقف أمام الله الذي تحيط به الملائكة، والذين يشكرون الله، ويسبحونه على الدوام، فهو بين الملائكة يتمثل بهم، وترك عنه الاهتمامات الأرضية، وانشغل بالسماء وروحانيتها. وعندما يشعر بوجوده بين الملائكة، فهو ليس فقط يرتفع إليهم، بل هم أيضًا يتنازلون ويشاركونه التسبيح، ولذا تسمى الكنيسة بيت الملائكة، بل وظهر كثير من الملائكة والقديسين وشاركوا الأرضيين في التسبيح في ظهورات كثيرة. وهو يرنم أيضًا أمام الآلهة، أي الملوك رؤساء العالم. فهو يشهد لله بشجاعة في كل مكان، حتى أمام عظماء العالم.
3-قد يكون المقصود بالآلهة الوثنيين وآلهتهم. فداود بجرأة يشكر الله أمام الأمم الوثنية بآلهتها التي ليست آلهة، بل مجرد أصنام. فيحمد الإله الحقيقي وهو الله، ويشكره من كل قلبه.
صديقى القارى
اذا كان المرنم بيحمد الرب على كل حساناتة فكم بالحرى ان نشكر الرب على احساناتة التى يعملها معنا فى كل لحظة
مز138: 1 أحمدك من كل قلبي. قدام الآلهة أرنم لك