اية اليوم
تث27: 13 وهؤلاء يقفون على جبل عيبال للعنة.راوبين وجاد واشير وزبولون ودان ونفتالي.

اجعل البركة على جبل جرزيم، واللعنة على جبل عيبال». وهنا في أصحاحنا، أعطى موسى تعليمات دقيقة؛ كيف يُعمل هذا. يقف ستة أسباط على كل من هذين الجبلين. ويا للأسف، فنحن لا نسمع ولا نجد في السفر بركات جبل جرزيم. كان الشعب ”تحت الناموس“ «وجميع الذين هم من أعمال الناموس، هم تحت لعنة» (غلا 3: 10).
”ملعون .. ملعون .. ملعون“. هكذا كان الحكم الذي سمعه إسرائيل 12 مرة (ع15- 26). لكن نقرأ في رسالة غلاطية، أنَّ «المسيح افتدانا من لعنة الناموس» (غلا 3: 13). نحن لسنا بعد ”تحت الناموس“ لكن «تحت النعمة» (رو 6: 14). والنعمة تُعطينا أكثر مِمَّا يعطيه جبل جرزيم بما لا يُقاس، حيث إننا قد بوركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح» (أف 1: 3)
ويلاحظ في هذه اللعنات:
أولاً: تكرار كلمة "جميع" ليدرك أنَّه ليس إنسان فوق الوصيَّة، الكاهن أو العلماني، الغني أو الفقير، الرجل أو المرأة. كل أعضاء الجماعة من قادة وشعب ملزمون بحفظ الوصيَّة.
ثانيًا: في نهاية كل عبارة يعلن الكل: "آمين"، علامة قبول الجميع الالتزام والتجاوب مع الوصيَّة. إجابة الشعب المستمرَّة بكلمة "آمين" تحمل المعاني التالية:
1. تأكيد معرفة كل عضو في الشعب بأن ثمرة الخطيَّة هي اللعنة.
2. أن هذه الثمرة يجتنيها الإنسان بكسره أيَّة وصيَّة من وصايا الناموس، وليس بكسر كل الوصايا معًا أو وصايا معيَّنة. وإنَّما كما يقول الرسول يعقوب: "لأن من حفظ كل الناموس وإنَّما عثر في واحدة فقد صار مجرمًا في الكل، لأن الذي قال لا تزنِ قال أيضًا لا تقتل؛ فإن لم تزنِ ولكن قتلت فقد صرت متعدِّيًا الناموس" (يع 2: 10-11).
3. يحمل هذا شعور كل إنسان بالذنب، ليس له أن يبرِّر نفسه.
4. اعتراف ضمني بأن الناموس صالح، وإنَّما الخطأ هو فيَّ.
5. الإنسان المتديِّن يحتاج إلى ترديد كلمة "آمين" أكثر من غيره، وبسبب تديُّنه يلبس أحيانًا رداء الرياء. لهذا يلزمه أن يكون صريحًا مع نفسه، معلنًا أن السقوط في العصيان يدفع به إلى اللعنات.
v أقول خضع الشعب لهذه اللعنة، لأنَّه لا يوجد إنسان استمرَّ عاملاً كل الناموس أو حافظًا له، لكن المسيح حوَّل هذه اللعنة بلعنة أخرى "ملعون من عُلِّق على خشبة". بهذا كل من عُلِّق على شجرة ومن عصى الناموس صار ملعونًا، وكان من الضروري لذاك الذي يريد أن يحرِّر من اللعنة أن يكون هو نفسه حرًا منها. لهذا أخذ المسيح على نفسه اللعنة الأخرى ليحرِّرنا من اللعنة.
هذا يشبه إنسانًا بريئًا تعهَّد أن يقبل حكم الموت عن آخر، وبهذا خلَّصه من العقوبة. إذ أخذ المسيح على نفسه ليس لعنة العصيان بل اللعنة الأخرى لينزع اللعنة عن الآخرين. إذ "لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش" (إش 51: 9، 1 بط 2: 22). وبموته خلص المائتين من الموت، وبحمله اللعنة خلَّصهم منها[.