تامل فى اية اليوم
مز120: 1 إلى الرب في ضيقي صرخت فاستجاب لي.
صرخت فاستجاب لى
هذا هو المزمور الأول من مزامير المصاعد أو ترانيم المصاعد. وقد رأينا كيف أن كاتب المزمور المئة والتاسع عشر ينهي كلامه بأن يشبه نفسه بخروف أو شاة يجب أن يطلبها الراعي قبل أن تضل في البراري وتهلك. كذلك فإن كاتب هذا المزمور يشبه نفسه بالشاة بين الذئاب. فإن هؤلاء الناس الذين يعيش بينهم هم قوم لا يخافون الله ولا يسيرون في طرقه المستقيمة ويصف العصر الذي يعيش فيه بعدم الاستقرار والثبات. ولا يميز بين أولئك الأجانب القاطنين البلاد الذين يذيقون الناس من العذاب أشكالاً وألواناً بتسلطهم عليهم - وهذا يناسب عصر الدولة اليونانية أي السلوقية - أو هم أهل البلاد أنفسهم يذيقون إخوانهم أشد أنواع النكال والدمار. وقد ذهب «تيلنغ» بأن هذه المزامير «ترانيم المصاعد» قد كتبت في وقت اضطهاد السامريين وغيرهم من الأمم المجاورة لأولئك اليهود الذين جاءوا من الخارج (راجع نحميا ٢: ١٠ و١٩ و٤: ١ و٧ و٦: ١).
وعدد هذه المزامير كما سنرى هو خمسة عشر ولا يعرف بالضبط ماذا يقصد بالمصاعد وقد ذهب بعضهم إلى أنها كانت ترنم حينما كان الناس يصعدون إلى أورشليم لتقديم فروض العبادة في المواسم ويدخلون الهيكل فرحين مترنمين. كما أنه لا نستطيع القول أن كاتبها هو واحد كما أنها لم تكتب في عصر واحد معروف. ونجد اسم داود على أربعة منها وواحد لسليمان. كما أننا نجد مواضيعها مختلفة فبعضها يتناول العائلة وبعضها الاجتماعات العامة وغير ذلك. ويمكننا أن نلاحظ الأمور الآتية في هذه المزامير:1كلها قصيرة مختصرة.2 نلاحظ علاقة بعض الكلمات بين المزمور الواحد وما يتبعه.3إنها مزامير فائقة الجمال وتمس القلب والمدارك حالاً.
فى تاملنا اليوم إلى الرب في ضيقي صرخت فاستجاب لي.
يعاني كاتب المزمور من ضيق شديد؛ حتى أنه صرخ إلى الله، ولم يقدم مجرد صلاة عادية، أو طلبة، ولكنه يتمتع بإيمان عظيم؛ حتى أنه آمن أن الله استجاب له رغم أن الاستجابة لم تظهر بعد، ولكنه يثق في استجابة الله مما أعطاه سلامًا داخليًا؛ لأنه يعتمد على خبرة روحية سابقة مع الله الذي أنقذه من آلام كثيرة.
صديقى القارى
هذه الآية نبوة عن المسيح وسط آلامه واحتماله الصليب، فهو يثق في استجابة صلاته سواء في بستان جثسيماني أو على الصليب، وأنه سيفدي البشرية ويقوم من الأموات، معلنًا نصرته على الخطية لأجلنا.
مز120: 1 إلى الرب في ضيقي صرخت فاستجاب لي.