تامل فى اية اليوم

مز110: 1 قال الرب لربي: «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك»

قال الرب لربى
لا شك أن هذا المزمور هو من أكثر المزامير علاقة بالعهد الجديد فقد اقتبس منه الإنجيليون (كتبة الأناجيل) وغيرهم بصورة واسعة (انظر متّى ٢٢: ٤١ - ٤٦ ومرقس ١٢: ٣٥ - ٣٧ ولوقا ٢٠: ٤١ - ٤٤). وقد اتخذوه نبؤة عن انتصار المسيح النهائي على أعدائه حينما يجلس أخيراً عن يمين العرش في الأعالي (انظر أعمال ٢: ٣٤ وما بعده أيضاً ١كورنثوس ١٥: ٢٥ وعبرانيين ١: ١٣ و١٠: ١٣) بل نجد كاتب الرسالة للعبرانيين يدعم نبؤته بذهاب الكهنوت اللاوي وقيام الكهنوت المسيحي على ما ورد بقوله على رتبة ملكي صادق (راجع عبرانيين ٥: ٦ و٧: ١٧ و٢١). ينسب هذا المزمور لداود وأنه نظمه على أثر انتصاره على العمونيين ولكن الأرجح أنه نظم في عصر يهوذا المكابي إذ يتكلم عن شخص هو كاهن ملك أو برتبة ملكية ولم يكن هذا في تاريخ إسرائيل إلا بعد عصر المكابيين لا قبلهم.
فى تاملنا اليوم قال الرب لربي: «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك»

1-"قال الرب لربى" تعلن أن الرب الآب يكلم "ربى" الذي هو الابن يسوع المسيح. وداود الملك يدعو المسيح "ربى" فهذا يؤكد لاهوت المسيح لأن داود كان ملكًا عظيمًا فمن يكون الذي يدعوه "ربى" أي سيده إلا الله.
2-في الاصل العبري لهذا المزمور كلمة "الرب" هي "يهوه" و"ربى" هي "أدوناى". ويهوه هو اسم الله الآب في العهد القديم (خر6: 3) وأدوناى معناه الرب، أو السيد وهذا هو اسم المسيح الذي كان يلقب به على الأرض. فهذا يؤكد أن الآية تكلمنا عن حديث بين الآب والإبن.
3-هذه الآية تمت بعدما مات المسيح على الصليب، ووفَّى أجرة خطايا البشر، وقيد الشيطان. فبعدما أتم الفداء، الآب ينادى الابن في داخل الذات الإلهية؛ ليظهر مجده بجلوسه عن يمين الآب، أي يظهر كمال قوته ولاهوته، والذي ظهر للبشر في قيامته. وبهذا يظهر سلطانه على الشياطين أعدائه، وأيضًا على تابعيه من الأشرار الذين صلبوا المسيح، وأهانوه، وخضعوا له، وأعلنوا إيمانهم به، مثل لونجينوس الذي طعنه بالحربة.
4- لا يمكن أن نفهم مساواة الابن بالآب في الجوهر إلا بالروح القدس، فالروح هو الذي أعلن هذه الحقيقة لداود (مت22: 43). ومن أجل هذه المساواة، فجلوس الابن عن يمين الآب، أي إعلان مساواته بالآب لأنهما واحد في الجوهر، هي مساواة دائمة من الأزل وإلى الأبد. وإن كانت قد أخفيت عن أعين البشر في تجسد المسيح وآلامه وموته، ولكن الروح القدس يعلنها لداود ولكل المؤمنين، خاصة بعد أن أظهر قوته في قيامته.
5- جلوس الابن عن يمين الآب هو جلوس المسيح الإله المتأنس أي بلاهوته وناسوته؛ ليملك إلى الأبد منتصرًا على أعدائه الشياطين. فهو بهذا يعلن للبشرية كلها التي تؤمن به أنه يعطيها سلطان ونصرة على كل حروب الشياطين من خلاله وبقوته. وبعدما تكمل جهادها على الأرض يهبها المسيح المنتصر أن تصعد إلى السماء لتحيا معه إلى الأبد، وتدخل من الأبواب المغلقة؛ أبواب الملكوت، ليسمح للبشرية المؤمنة به أن تدخل وتحيا في السماء.
صديقى القارى
هناك ايات كثيرة لا يستوعبها العقل البشرى لكن يستطيع الانسان الروحى يستوعبها من خلال الروح القدس
مز110: 1 قال الرب لربي: «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك»