تامل فى اية اليوم
مز84: 1 ما أحلى مساكنك يا رب الجنود!2 تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب. قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحي
ما احلى بيتك يارب
موضوع هذا المزمور هو التشوق إلى بيت الرب والسعادة التي ينالها المؤمن بواسطة السكنى فيه. وهو من تلك المزامير العاطفية الخلابة التي تدل على عمق الحياة الروحية والتلذذ بالاجتماع في بيت الرب. لذلك فناظمه متصوف من الدرجة الأولى. يرى في العبادة سمواً إلى الأعالي وغذاء روحياً تستقيم به النفوس كما يفعل الغذاء الجسدي للجسد. ويرى أن العصفور والسنونة تجد في بيت الرب ما يجد هو من حماية ورعاية.
هذا المزمور هو لبني قورح كما يذكر عنوانه والأرجح أن المرنم كان بعيداً عن أورشليم وعن الهيكل ولذلك فهو يذكر الوطن بالحنو والحنين. ويتمنى العودة والسكنى قريباً. وقوله على الجتية كما ورد في المزمور الثامن والمزمور الخمسين هي نوع من الآلات الموسيقية. ونسق المزمور هو من النوع الفني العالي الذي يلتهب غيرة وحماسة للرب.
فى تاملنا اليوم ما أحلى مساكنك يا رب الجنود
1 -يعبر كاتب المزمور عن مشاعره نحو بيت الرب بقوله ما أحلى؛ أي لا يستطيع وصف حلاوة بيت الرب؛ لأن الله يحل بنفسه فيه، وهكذا يلتقي من يأتي إلى بيت الرب بالله نفسه، ويتمتع بعشرته، وينال بركته. كما يشعر أيضًا بضعفه أمام عظمة الله؛ لذا يصفه برب الجنود. وهكذا يخشع الإنسان ويتضع أمام الله.
2-قال مساكن رب الجنود ولم يقل مسكن؛ لأنه في أيام داود كان هناك مسكنان أحدهما في أورشليم وفيه تابوت العهد، والآخر في جبعون، وفيه باقي محتويات خيمة الاجتماع. ويمكن أن تكون هذه الآية نبوة عن كنائس العهد الجديد، فهي مساكن وليست مسكن واحد، كما كان في العهد القديم. وقد تكون نبوة عن قلوب المؤمنين في العهد الجديد، التي تصير هياكل للروح القدس، وكذلك أيضًا هي نبوة عن الحياة الأبدية، حيث توجد منازل، أو مساكن كثيرة .
3-مشاعر الإنسان الروحي تتحرك نحو بيت الرب لأن الله ساكن فيه، بل تتوق، أي تشتاق بشدة للوصول إلى بيت الرب للتمتع برؤيته. وهذا معناه أن القلب قد تحرر من تعلقات العالم، وإغراءاته، فأصبح المسيطر على القلب هو محبة الله. ومعناه أيضًا إيمان الإنسان بأن هناك بركة خاصة في بيت الرب، وحلول إلهي ونعمة لا توجد خارج هذا المكان، وهذا هو إيماننا حتى الآن أنه لا خلاص خارج الكنيسة، كما قال القديس أوغسطنيوس، ولا يمكن أن يتسبدل الإنسان الكنيسة بأي مكان آخر مثل المخدع؛ ففي الكنيسة ينال الإنسان الأسرار المقدسة، ويعرف الله ويتحد به.
4-ثم يتحرك الإنسان بكل كيانه، أي قلبه وجسمه (لحمه) ليستمتع بعشرة الله. بعد أن آمن الإنسان الروحي بأن الله هو الكائن الوحيد الحي إلى الأبد؛ إذ أن الآلهة الوثنية كلها أصنام مائتة، وأيضًا كل قوى العالم زائلة
صديقى القارى
احلى شى ان تسكن فى بيت الرب
مز84: 1 ما أحلى مساكنك يا رب الجنود!2 تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب. قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحي