اية اليوم


2صم24:و 10ضرب داود قلبه بعدما عد الشعب.فقال داود للرب لقد اخطات جدا في ما فعلت والان يا رب ازل اثم عبدك لاني انحمقت جدا.


قرب انتهاء ملك داود، ضرب داود قلبه بعدما عد الشعب. فقال داود للرب: لقد أخطأت جدا في ما فعلت (2 صموئيل 10:24). لقد أخطأ داود بعمل تعداد، وقد أدت هذه الخطية إلى حدوث وبأ انتشر بسرعة في البلاد وقتل 70.000 شخصا (2 صموئيل 15:24؛ 1 أخبار 1:21-14).

ربما نستغرب عندما نقرأ أن غضب الرب قد حمي على إسرائيل، فأهاج عليهم داود قائلا امض وأحص إسرائيل ويهوذا (2 صموئيل 1:24). فمن منطلق سلطان الله المطلق على جميع الأشياء، بما فيها الشيطان نفسه، يكون هذا صحيحا. ولكن المحرض الحقيقي على هذه الخطية كان هو الشيطان الذي وقف ضد إسرائيل وأغوى داود ليحصي إسرائيل (1 أخبار 1:21). يبدو أنه لم يكتمل الإحصاء (1 أخبار 6:21) عندما أظهر الله عن عدم رضاه تجاه هذا العمل. ثم، ضرب داود قلبه بعدما عد الشعب. فقال داود للرب: لقد أخطأت جدا في ما فعلت. والآن يا رب أزِل إثم عبدك لأني انحمقت جداً (2 صموئيل 10:24).

فمن غير المعقول أن يكون الرب هو الذي دفع داود لارتكاب هذه الخطية ثم أمات 70.000 شخصا بسبب هذه الخطية. لكن الروح القدس قاد كاتب سفر صموئيل الثاني ليرينا أن كل أنشطة الناس هي تحت سلطان الله الذي في سيادته المطلقة يسمح لنا بأن نسلك بعناد في طرقنا الخاصة. ويرينا أيضا، كم مهم جداً أن نقرأ كل الكتاب المقدس لنكتسب مفهوما أعمق عن الله. فإن تخلفنا عن القراءة نكوّن مفهوما خاطئاً عن الله من خلال هذه الحادثة.

إن قرار داود، الذي اتخذه بدافع من كبريائه، يذكرنا كيف يقع الإنسان بسهولة فريسة لنجاحه فيفقد اعتماده اليومي على الله. عندما كان داود أصغر سنا، كان معترفا باعتماده الكامل على الرب في الإرشاد الخاص. وكانت إحدى صفاته البارزة هي أنه كان دائما يسأل الرب (1 صموئيل 2:23،4؛ 6:28؛ 8:30؛ 2 صموئيل 1:2؛ 19:5،23؛ 1:21؛ 1 أخبار 10:14،14). لقد أثبت في بداية حياته أن الرب لا يحقق النصرة من خلال الأعداد المتفوقة. إنما بواسطة قوته؛ومع ذلك ففي لحظة الضعف هذه، وعلى الرغم من أنه لم يكن مهددا من الأعداء، إلا أن داود أصر أن يعرف عدد جيشه ليتباهى به.

ومع أن يوآب، قائد الجيش الشجاع، كان أقل خبرة من داود بالمبادئ الدينية والأخلاقية، إلا أنه كان يعرف أنه من الخطأ أن يعد الشعب، فحاول ولكن بلا جدوى أن يثني داود عن عزمه. فاضطر على مضض أن ينفذ أوامر الملك، وقد أتم المهمة ببطء شديد حتى أن الأمر استغرق منه حوالي 10 شهور. ولكن في لحظة إعلان النتائج، علم داود في قلبه أنه قد أخطأ؛ وإذ أدرك شره، تواضع أمام الرب قائلا: لقد أخطأت جدا في ما فعلت، والآن يا رب أزل إثم عبدك لأني انحمقت جدا (2 صموئيل 10:24).

بعد ذلك أرشده الرب من خلال جاد النبي بالقول: أقم للرب مذبحا ... وبنى داود هناك مذبحا للرب وأصعد محرقات وذبائح سلامة، واستجاب الرب من أجل الأرض فكفت الضربة عن إسرائيل (18:24،25).

وبلا أدنى شك، فإن الرب قد غفر له وقبل توبته في الحال. ولكن يجب أن نحصد ما زرعناه. فهذا هو قانون الطبيعة، وأيضا قانون العالم الروحي.

إن الزهو بإنجازاتنا وانتصاراتنا هو عدو ماكر يظهر في حياتنا العامة والاجتماعية، وأيضا في دوائرنا الدينية المعروفة اليوم. فحتى استجابة صلواتنا قد تصبح استعراضا مثيرا نرجع من خلاله الفضل لأنفسنا على إيماننا "العظيم" وقوتنا في الصلاة. آه، كم ينبغي أن نكون حساسين في اللحظة التي تتحقق لنا فيها بركة خاصة من الرب، أن نقول من قلوبنا: حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم (غلاطية 14:6).

إعلان عن المسيح: من خلال المذبح الذي بناه داود (2 صموئيل 25:24). إن المسيح هو ذبيحتنا. ومن خلاله فقط يمكننا أن ننال القبول لدى الله وننجو من غضبه بسبب خطايانا.

أفكار من جهة الصلاة: صلوا كعائلة بثقة وإيمان، لأن المسيح وعد بأن يكون حاضرا (متى 20:18).